اخبار ليبيا

الأربعاء، 10 يونيو 2015

الوفاق الوطني: رفض و قبول و تبادل المواقع

رجاء غرسة الجلاصي

أثارت مسودة الاتفاق السياسي الليبي التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة الى ليبيا ردود فعل محلية و دولية متباينة، تجعل حسم نتيجة الجولة السابعة من الحوار السياسي “مهمة صعبة”.

المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، رجح إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي يقضي بحل الأزمة الليبية، خلال الأيام القادمة وقال في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء،: “هناك احتمال كبير التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص المقترح الأممي القاضي بإنهاء الأزمة الليبية خلال الأيام القادمة”.

كان ذلك على هامش اجتماعات الحوار السياسي الليبي الذي جمع وفدين من برلمان طبرق، شرقي ليبيا، والمؤتمر الوطني العام بطرابلس في مدينة الصخيرات المغربية.

و حول المسودة الأخيرة (الرابعة) للاتفاق السياسي التي وزعها على المشاركين الليبيين في افتتاح الجولة مساء الاثنين، أفاد المبعوث الأممي الى ليبيا أن هناك ردود فعل إيجابية لبعض المشاركين بالحوار الليبي (لم يوضحها)، و هناك شعور عام بالأمل والتفاؤل يمكن أن يؤدي إلى إجماع بشأن هذا الاتفاق”.

و قدم برناردينو ليون للمرة الرابعة مسودة يعمل على ان تحصل على ثقة النواب المشاركين من الطرفين، تضمنت 69 مادة، تضع جدول عمل السلطات في المرحلة الانتقالية، و تحدد صلاحياتها.

وأدخلت البعثة تحويرا على المجلس الأعلى للدولة (أعلى جهاز استشاري للدولة) بحسب المسودة الأخيرة، يشكّل بمقتضاه المجلس من مائة وعشرين عضوا يتم اختيارهم بالتشاور على ان يختار تسعين عضوا من بينهم من أعضاء المؤتمر الوطني العام المنتخبين في جويلية 2012.  وبذلك تجعل المسودة من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته بحسب برلمان طبرق، شريكا في الحكم في الفترة الانتقالية.

الوثيقة “المنقذ”

وفور الاعلان عنها، اجتمعت المواقف الدولية و بعض الدول العربية في الترحيب بالمسودة الجديدة.

و قال سفراء الاتحاد الأوروبي، المانيا، إيطاليا، روسيا، اسبانيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة المعتمدون لدى ليبيا إنهم يرحبون ” بعرض المسودة الرابعة والنهائية للاتفاق السياسي الليبي من قبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون، الذي يمثل أكثر من ستة أشهر من المشاورات المكثفة من قبل الأمم المتحدة في جميع مكونات المجتمع الليبي بدعم من المجتمع الدولي”.

و أضافوا أن “هذه الوثيقة تمثل محاولة مخلصة لبلورة وجهات النظر الليبية، ومعالجة شواغل جميع الأطراف على أساس مدخلاتها”، معبّرين عن اعتقادهم أن هذه الوثيقة متوازنة وتوفر أفضل طريق للمضي قدما.

و أكدوا أنهم سيتوجهون الى برلين حيث سيلتقون  أعضاء الوفد الليبي مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى إيطاليا وألمانيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي. و أكدوا في ختام بيان مشترك لهم :”نحن نعتقد أن الشعب الليبي أوضح رغبته في السلام.”

كما رحّبت قطر باستئناف جلسات الحوار الوطني الليبي تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة ومبعوثها لدى ليبيا برناردينو ليون، في مدينة الصخيرات المغربية.

ودعت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”، مساء الإثنين، كافة الأطراف الليبية إلى “استقبال مسودة الاتفاق السياسي التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا بروح إيجابية بنّاءة، والوصول عن طريق الحوار إلى توافق بهدف إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة الشعب الليبي بما يحقق تطلعاتهم ويحفظ لليبيا سيادتها ووحدة أراضيها”.

وأعربت قطر عن أملها في أن يسهم ذلك “بتكوين مستقبل آمن ومستقر ومزدهر في ليبيا، خاصة في ظل التحديات الحالية”.

دعوة ليبية لتغليب مصلحة البلاد

و في ليبيا، رحبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا ببعض بنود مسودة الاتفاق السياسي التي اقترحتها بعثة الامم المتحدة في ليبيا، من أجل التوصل إلى اتفاق عاجل ينهي الانقسام السياسي والاقتتال وأعمال العنف بالبلاد.

وأكدت اللجنة التي تتخذ في الشرق الليبي مقرا لها، علي دعمها للحوار كمبدأ وطني بين أبناء ليبيا، حوار تشارك فيه القوى الاجتماعية في الوطن، ويعيد الحقوق لأصحابها ويجبر الضرر، ويعيد المهجّرين والنازحين لديارهم، ويطلق سراح الأبرياء.

كما أكد بيان اللجنة على خطورة الوضع في ليبيا، مشددة على ضرورة أن يضع الليبيين مصلحة الوطن فوق خلافاتهم، والتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للأزمة السياسية والأمنية والاجتماعية والإنسانية المتفاقمة في البلاد.

 

وعن  مشروع الاتفاق، قال سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة ابراهيم الدباشي:” أستطيع ان اؤكد بأنها بصورة عامة وثيقة جيدة”، داعيا الى الأخذ بعين الاعتبار التنصيص على إستقلالية رئيس الحكومة و مجلس الرئاسة وتحديد مهام مجلس الدولة.

ودعا الليبيين الى النظر الى المستقبل وعدم الثقة الى الوراء والمضي قدما في اعتماد الاتفاق وتنفيذه.

مؤكدا ان “المجتمع الدولي مهيءٌ اكثر من اي وقت مضى للمساعدة في الإسراع بإقامة مؤسسات الدولة وعودة الامن والاستقرار”.

وفي السياق ذاته،رحّب حزب العدالة والبناء الليبي، بالمسودة الرابعة للحوار الوطني التي طرحها المبعوث الأممي “برناردينو ليون”، أمس الإثنين، في الصخيرات المغربية.

وقال الحزب، في بيان نشر على موقعه الرسمي “نرحب بالتعديلات التي أدخلت على نص المسودة الماضية”، لافتًا أنّه “رغم وجود ملاحظات هامّة على نص المسودة الرابعة، بالتعديلات التي أجريت على المسودة الثالثة، إلا أن خطورة المرحلة وأهمية التوصل إلى اتفاق عاجل ينهي الانقسام يحتّم علينا الترحيب بها”.

واعتبر الحزب أن المسودة الرابعة حققت “تقدمًا ايجابيًا”، داعيًا الأطراف الليبية إلى “الأخذ بها والبناء عليها للوصول الى اتفاق سياسي يحقق الاستقرار ويعبر بالبلاد الى برّ الامان”.

يذكر أن الحزب و المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس) كانا رفضا مسودة الاتفاق السابقة جملة و تفصيلا، وقالا إنها “تعد ناسفة لجهود الحوار الجاد، وتفرغ جولات الحوار السابقة في الصخيرات من مضمونها”.

وثيقة “معيبة”

لكن برلمان طبرق الذي أبدى رضاه عن المسودة السابقة أبدى رفضه لـ”المسودة النهائية” التي تقدم بها المبعوث الدولي إلى ليبيا للأطراف السياسية المشاركة في حوار الصخيرات الحالي.

وعبر عضو البرلمان “عيسى العريبي” في تصريح له، عن رفضه التام للمسودة النهائية التي وصفها بـ”المعيبة “، مطالباً “مجلس النواب” برفض المسودة بالكامل لأنها تعتبر استسلام وضرب للتضحيات التي قدمها “الجيش”، على حد قوله .

وقال “العريبي” أنه  ” في حال تبين أن أعضاء فريق الحوار المكلف من قبلنا كان على علم بمضمون “المسودة النهائية” فإنه سيتم سحبهم وتغييرهم بالكامل كفريق للحوار ممثل للبرلمان”.

و دعا الليبيين ومن وصفهم بـ”النواب الشرفاء” رفض “المسودة النهائية” والوقوف صفاً واحداً لأنها تعد ضرباً لـ”مجلس النواب” الذي هو الممثل الشرعي لكل الليبيين، وفق تعبيره.

و قال عضو البرلمان المنعقد في طبرق “طارق الجروشي”، إن المسودة الرابعة التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لن تنهي الأزمة الليبية.

وأضاف “الجروشي”، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه “بعد الاطلاع المبدئي على المسودة الرابعة والتواصل مع النشطاء السياسيين تأكد لي أنها مرفوضة ولم أجد فيها أي تقدم”.

وأشار إلى أن المسودة تعطي الحق لغير أهل الحق بأن يحكموا، مبيناً بأنه لن يسمح لأي دولة أو كائناً من كان أن يتآمر على الجيش وأمن وحقوق الليبيين، على حد قوله.

كما قرر مجلس النواب (طبرق)، الثلاثاء، تعليق جلسات الحوار، دون ذكر أسباب قرار تعليق الجلسات. ولم تصدر على الفور أنباء عن ان التعليق يطال اجتماع وفد البرلمان ضمن المشاركين الليبيين، المقرر اليوم الاربعاء في برلين مع وزراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

وينظر الليبييون والمجتمع الدولي لجولة الحوار الليبي بالصخيرات على انها “حاسمة” ومصيرية نظرا لانها تشهد التفاوض بشأن اخر مسودة يقدمها المبعوث الأممي الى ليبيا، بعد أشهر من المفاوضات، و في وقت تزداد فيه الهوة بين المتصارعين في ليبيا شساعة، في حين يستولي فيه تنظيم الدولة على اراضي ليبيا و منشات جديدة.

 



تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
قوالب بلوجر معربة واحترافية مجانية