أفصح الصحفي الفرنسي فريدريك بوبان عن أن الانتقادات الموجهة للواء المتقاعد خليفة حفتر تتمثل في تصلب مواقفه وانحسار رؤيته في الجانب العسكر.
ويقر بوبان أن العمليات العسكرية التي يقودها حفتر ويرفض بتعنت إيقافها تعطل مسار الحوار الجاري برعاية المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون.
وأضاف بوبان -في مقال له نشر بموقع صحيفة لوتون الفرنسية- أن حفتر يجمع كل من يحاربون ضده -من “جماعات جهادية” وقوات عملية فجر ليبيا، التي تضم عدة أطراف بينها الإسلام السياسي وكتائب من مدينة مصراتة- يجمعهم في سلة واحدة هي سلة المتطرفين.
وأجاب حفتر عن هذه الانتقادات -في مقابلة صحفية أجراها معه بوبان في مقر إقامته- بأن “كتائب مصراتة تحالفت مع المتطرفين وتنسق معها، وأنهم جميعهم متشابهون، وجميعهم إرهابيون، ولهذا فإن أي حوار معهم لا يمكن أن يكون له أية أساس”.
خيار واحد
وخلص بوبان إلى القول بأن حفتر لا يرى إلا حلا واحدا٬ وهو “إجبار الكتائب المسلحة على تسليم سلاحها وعودة عناصرها للحياة المدنية، أما الجماعات المتطرفة فعليها مغادرة البلاد”٬ كما أن حفتر لا يرى أي مبرر لاستمرار حظر الأسلحة المفروض على بلاده٬ حسب بوبان.
وقال حفتر خلال المقابلة إن ما يعرف بعملية الكرامة التي يقوم بها في ليبيا ضد “الجهاديين” تتعلق بصراع يتجاوز بلاده، مطالبا برفع حظر السلاح المفروض على البلاد.
كما انتقد حفتر المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون، داعيا إياه إلى العمل على وقف قتل “الميليشيات المتطرفة” للناس٬ معتبراً نفسه “رئيسا لأركان الجيش الوطني” ويقوم بمواجهة الجماعات المتطرفة.
وزعم حفتر أن جيشه موجود في كل مناطق البلاد في الشمال والجنوب والوسط وحتى في طرابلس نفسها٬ مشدداً على أنه لا يمكن إيقاف معاركه ضد “المليشيات المتطرفة”، وأن من واجبه مساعدة المدنيين وإنقاذهم وإلا “انهارت البلاد”٬ على حد قوله.
ويعتمد اللواء المتقاعد في هجماته على العاصمة طرابلس -الواقعة تحت سيطرة قوات فجر ليبيا- على ما يعرف بجيش القبائل وكتائب الزنتان الموالية له، كما أن هذه الهجمات تأتي في الوقت الذي تتواصل فيه جلسات الحوار في مدينة الصخيرات المغربية.
وكشف بوبان أن الموقع الذي يقطن فيه حفتر في مدينة المرج 60 كم شرق بنغازي محروس بدبابات روسية ومدافع رشاشة، إضافة إلى جنود يحملون بنادق كلاشينكوف يحرسون أسوار المبنى.
توتر وشبهات
وأشار بوبان إلى أن حفتر كان هادئا ورصيناً طيلة الحوار وأنه اكتفى بالتنسيق مع مرافقيه، إلا أن حفتر تحرك عندما تعلق الأمر بطموحاته الرئاسية، خاصة في ظل شبهات الدكتاتورية التي تحوم حوله، مكتفياً بالقول: “لدينا عدة أشياء علينا القيام بها، والوقت ليس مناسبا للحديث عن طموحات سياسية، لكنني مستعد لخدمة الشعب الليبي فواجبي هو إنقاذ ليبيا”.
وأكد بوبان أن التوتر قد بدا في أروقة مبنى إقامة حفتر، حيث يتصرف الحراس بعصبية مفرطة في ظل التخوف من هجمات محتملة٬ فيما يخضع الزائرون من عسكريين وقادة قبائل إلى عمليات تفتيش تدوم لساعات من أجل لقاء لا يدوم سوى دقائق معدودة.
ويعمل حفتر مع قادة عسكريين عملوا زمن القذافي، ويؤكد أحدهم أنهم يعملون على إعادة النشاط للشبكات العسكرية بعد هرب العديد من المسؤولين العسكريين المقدر عددهم بالآلاف خارج البلاد بعد الثورة، فيما يؤكد مسؤول عسكري أنهم بصدد العودة، خاصة الذين لم يتورطوا في جرائم حرب ضد الليبيين٬ حسب المقال.
التدوينة تعنّت حفتر يعطّل مسار الحوار٬ ومقر إقامته يعجّ بالتوتر ظهرت أولاً على ليبيا الخبر.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق