تسلم اليونان صباح الثلاثاء الاتحاد الاوروبي لائحة الاصلاحات المقترحة الهادفة للتوصل الى تمديد برنامج القروض لاربعة اشهر بعدما فوتت مهلة الاثنين التي حددتها الجهات الدولية المانحة.
وقال مصدر حكومي يوناني في وقت متاخر الاثنين ان المقترحات ستصل في الوقت المناسب الى وزراء مالية منطقة اليورو لبحثها في اتصال عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بعد ظهر الثلاثاء.
من جهته قال مصدر اوروبي ان هذا الاتصال سيتم فقط اذا اعتبرت ترويكا الجهات الدائنة، المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي، ان الاصلاحات كافية.
وتخوض اثينا سباقا مع الزمن لان خطة انقاذها الحالية البالغة قيمتها 240 مليار يورو تنتهي مهلتها السبت فيما لا يزال يجب ان تصادق عدة برلمانات اوروبية على اي تمديد لبرنامج القروض.
وفي حال فشل اثينا في الحصول على تمديد قبل انتهاء مهلة الخطة، فان حكومة رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس يمكن ان تواجه افلاسا ينعكس على المصارف ويؤدي ايضا الى احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو التي تضم 19 عضوا.
وقال المصدر الحكومي اليوناني ان لائحة الاجراءات المنتظرة ستشمل كل الوعود التي قطعها حزب سيريزا اليساري المتشدد قبل فوزه الساحق في الانتخابات في يناير.
وتشمل الاصلاحات تزويد 300 الف اسرة فقيرة بالكهرباء مجانا والعلاج المجاني وتوزيع بطاقات مساعدة غذائية وبطاقات مجانية للنقل العام للاكثر فقرا اضافة الى دعم مالي خاص للمتقاعدين الذين يحصلون على بدل تقاعد ضئيل.
ولم يوضح المصدر الحكومي اليوناني كلفة هذه الاجراءات الاضافية.
وهناك مقترحات اخرى مثل اعتماد نظام ضريبي “اكثر عدلا” واجراءات للتصدي للتهرب الضريبي والفساد ووقف التهريب وكذلك تنظيم الخدمة المدنية للحد من البيروقراطية.
وتسيبراس الذي حقق حزبه فوزا ساحقا في الانتخابات الشهر الماضية قادته الى السلطة سيواجه وضعا صعبا في حال لم يتمكن من تحقيق الوعود التي قطعها للناخبين قبل فوزه والمتمثلة خصوصا بوقف اجراءات التقشف.
لكن اعضاء اخرين في منطقة اليورو وفي مقدمهم المانيا قلقون ازاء احتمال ان تتراجع اثينا عن الوعود بخفض الانفاق.
واي تغيير في هذا البرنامج قد يدفع دولا اخرى في منطقة اليورو مثل اسبانيا والبرتغال وفرنسا وايطاليا الى تخفيف اجراءات التقشف المعتمدة لديها والتي تعتبرها برلين حيوية لمنع عودة منطقة اليورو الى ازمة الديون.
وقال وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينمار لصحيفة بيلد الاثنين ان “الامور الجوهرية وخصوصا المساعدة مقابل الاصلاحات يجب ان تبقى على حالها”.
وفي برلين قال متحدث باسم وزارة المالية الالمانية ان لائحة الاصلاحات التي ستقدمها اثينا يجب ان تكون “متماسكة ومعقولة”.
ودعا المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي الاثنين الى اعتماد برنامج “واقعي”. وقال في مقابلة مع تلفزيون “فرانس-2″ ان من “المنطقي ان تكون هناك اجراءات ضمن فلسفة ما يتمناه سيريزا” الذي يريد التخفيف من سياسة التقشف لكن “يجب ان ياخذوا في الاعتبار التوازن في الموازنة”.
وتعهد تسيبراس (40 عاما) بانهاء “الاذلال” و”الحلقة المفرغة” لخفض الانفاق الذي تطالب به الجهات الدائنة.
ويريد ان يعمل خلال الاشهر الاربعة المقبلة على وضع مجموعة اصلاحات جديدة تعيد البلاد التي تعاني من نسبة بطالة تصل الى 25%، الى طريق النهوض الاقتصادي بعد سنوات من الانكماش والاقتطاعات في الانفاق وخسارة وظائف حكومية.
لكن موقف المانيا ودول اخرى في منطقة اليورو الحازم ارغم تسيبراس ووزير ماليته يانيس فاروفاكيس على تقديم بعض التنازلات.
فقد تعهدت اثينا الجمعة بالامتناع عن اتخاذ اجراءات احادية الجانب يمكن ان تهدد الاهداف في المجال الضريبي.
وقال الخبير الاقتصادي في “يونيكريدي” اريك نيلسن ان هذا الوضع يشكل “استسلاما سياسيا كاملا لعالم الواقع”.
تابعوا جميع اخبار ليبيا و اخبار ليبيا اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق